( فردوس أول : تجليات الرضا )
قالت : سأرحل سيدي
و أعود للعمق الحزين
و أرتجي صمت الجوارح
و المشاعر والصور
و ألمّ كل النبض
أدفنه بعيدا
لا يرى شدو البلابل
أو هديل حمامة برية
أو همس عطر أو مطر
إنّي تعبت من الهوى
طول انتظارك سيدي
صمت المشاوير التي
و حفيف ثوبي في الخواء
و رعشة الآمال أجهدها الضباب
على لقاء منتظر
فأجابها قلبي المحب برقة
إنّي أتيت وليس عندي أوبة
نحو المنافي
أو شطوط الجدب أرّقها السهر
إنّي أتيت فمزقي ستر الجنون
و أعلني أن الدروب إلى فؤادك دوحة
تسمو على كل الجفاف
فلملمي قلبا تشظّى في السفر
إنّي رجعت و خافقي
تاق ارتياحا خالدا
في دفء حضنك
فامنحيني ماء طهر
و الحدائق و الندى
و جميع ما فاق الخيال أو الصور
ظمئي عتيد
و اشتياقي جارف
فاروي بحب
و اغمري كل الجذور
و عاودي
ثم افتحي للنهر دلتا
من نبوءات الخصوبة و المطر
إنّي رضيتك حلم عمر
و الأماني كلّها
ما عشت قبلا كان وهما
ربما
و لربما كان اشتباه
في ارتواء و اندثر
بدئي بحبك
و انتهاء الوهم
ميلاد الحقيقة
و ابتداء العشق طهرا
و الندى
و نجاح عمر في سمو
لا يدانيه القمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق